يعالج عسر
الهضم والقرحة والتهاب القصبة الهوائية وفقر الدم ، ويقوي الجهاز المناعي
وينشط الدورة الدموية . لكنه لا يناسب مرضى السكري وضغط الدم المرتفع .
وصف النبات والمواد الفعالة
عوده يسمى
عود السوس ، وجذره عرق السوس ، وهو نبات عشبي مخشوشب معمر ، بري طويل
الجذور عمقها ، يمتد في الأرض نحو عشر أمتار ، ويغلظ حتى يصير بحجم فخذ
الرجل . وإذا نبت بأرض عسرت إزالته منها ، وهو من فصيلة القرنيات الفراشية
، ينبت في الأراضي الرملية حول حوض البحر الأبيض المتوسط ، وتعتبر إسبانيا
وتركيا وآسيا المصدر الرئيسي لجذور عرض السوس ، وهي الجذر الطبي منه ، حيث
يجمع في فصل الخريف ، ويتم غسله وتجفيفه وتقشيره ومن ثم يجمع في حزم
إسطوانية للتصدير ، ولا بد من تقشير الجذور بل استعمالها ، حيث يقال إن
الأفاعي تحتك به كثيراً ليصلح من عفونة جلدها ، ويسمنها ، ويحد بصرها .
وهذا
النبات لا يطول أكثر من شبرين على سطح الأرض ، وأزهاره عبارة عن صفرا باهتة
تشبه أزهاره البزلاء .. واليوم ينمو في دول كثيرة كسلعة تجارية ، حيث يعد
من أتربة الصيف وشهر رمضان المبارك وهو أحد الأعشاب الطبية وخاصة في الصين
.
ومن
المواد الفعالة فيه : سكر جلوكوز وسكر قصب وبروتين وجليسيرين وكالسيوم
وبوتاسيوم وبوتين وجليسراهيزين ومواد راتنجية ، ودهون ، ومواد محفزة للغدد
، وفوسفات وهرمونات جنسية ، ومادة السابونين التي تسبب حدوث الرغوة عند
سكبه . وتبلغ حلاوته السكر .
ولا ننسى
أن مادة الجليسراهيزين تكون فيه بنسبة 6 % وهي مادة تشبه الكورتيزون ،
ونظراً لاحتوائه على إكسالات الكالسيوم فإنه يضر الكلى الضعيفة . وإن قوة
عرق السوس تبقى عشر سنين . عرق السوس في الطب العربي القديم
قال أطباء
العرب الأوائل : أنفع ما في نبات السوس عصارة أصله ، وطعم هذه العصارة حلو
كحلاوة الأصل ، مع قبض فيها يسير ، ولذلك صارت تملس الخشونة الحادثة لا في
المري فقط لكن في المثانة أيضاً ، لاعتدال مزاجها المعتدل بين الحر والبرد
، وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة ، وينبغي أن تجعل تحت اللسان ، ويمتص ماؤها
فتنفع لإلتهاب المعدة ، وأوجاع الصدر والكبد ، وتقطع العطش ، وتنفع من جميع
أنواع السعال ، وتقطع البلغم مع أدوية أخرى ، ويجب أن يضع في جميع عطل
الصدر والمثانة ، فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه ، ويصفي
الصوت ، وينقي قصبة الرئة من الحميات العتيقة ، وينفع من الإختلاج ووجع
العصب ، وينفع من أوجاع الكبد والطحال ومن الحمى المحرقة ، ومن الصفراء
وخاصيته : تنقية المعدة والشربة منه : درهمان .
وقال
الأنطاكي في " التذكرة " ينفع حرقة البول واللهيب ويدر الطمث ، ويصلح
البواسير ، وينقي الفضلات كلها .
ووصف
أطباء اليونان عرق السوس لمعالجة السعال الجاف والربو ومحاربة العطش .
في الطب الشعبي الحديث :
يستعمل
شراب عرق السوس دواءً فعالاً في علاج عسر الهضم وفي حلالات قرحة المعدة
والأمعاء .
وقد أجريت
أبحاث حديثة ، ثبت منها أن مشروب عرق السوس مقو ، ومنق للدم ويستعمل أحد
مركباته بنجاح في علاج مرض " أديسون " أحد أنواع أمراض فقر الدم ، وقد ظل
هذا المرض محيراً الأطباء فترة طويلة .
وقد قامت
شركات أدوية معروفة بتصنيع دواء للقرحة على شكل أقراص ، حيث أن هذه الأقراص
متداولة في السوق الدوائي ، كما أن هناك العديد من الأقراص التي تحتوي على
عرق السوس وتستعمل لمعالجة الحالات البسيطة بحة الصوت والتهاب القصبة
الهوائية ، حيث يتم مص قرص كل ساعتين أو ثلاث ، كما أن عرق السوس ينفع في
تسكين السعال ، ولا بد من الحذر في الإفراط من عرق السوس لما يسبب من
ارتفاع في الضغط مما يجعله غير مناسب لمرضى الضغط المرتفع ، ولمرضى السكري
، كما أن الإفراط في تناوله يعرقل الإنتظام في ضربات القلب وعمله ، ولذا
ينصح بشربه بمعدل كوب كبير في اليوم الواحد ، ويفضل تناوله قبل الطعام ،
وعدم شربه دائماً بل على فترات متقطعة .
من الفوائد والإستخدامات الطبية :
يصنع من
الجذور شراب منقوع بارد ، يشرب أيام الصيف كنوع من المرطبات .
-
لمعالجة التهاب الجهاز التنفسي ( الحنجرة والقصبة الهوائية ) أي في السعال
المصحوب بفقدان الصوت ( بحة ) ولمعالجة التهابات الكلى والمثانة
والروماتيزم وداء النقرس : يشرب بمقدار نصف كوب كبير صباحاً ونصفه مساءً
لمدة لا تتجاوز أسبوعين ثم نستريح أسبوعاً ونجدد الشراب .
-
يستعمل أطباء العرب أنه إذا أضيف منقوع عرق السوس إلى منقوع السنامكي منع
من القلولنجات التي تحصل كثيراً من هذا المسهل .
-
للإسهال وتليين الأمعاء : يسحق 40 غراماً من عرق السوس مع 40 غراماً من
الشمر و 60 غراماً من السنامكي و 200 غرام من سكر النبات ، وتمزج المواد ،
وتسف ملعقة واحدة مساءً كل يوم لتليين الأمعاء ، وملعقتان صغيرتان مساء كل
يوم لإسهال المعدة .
-
لحموضة المعدة : يشرب المريض كوباً واحداً من شراب عرق السوس كل يوم لمدة
عشرة أيام .
-
لعلاج الإمساك : يؤخذ جزء من عرق السوس ، وثلاثة أجزاء من جذر الطرخشقون ،
ويستحلب منه ، ويشرب كوب صباحاً وكوب مساء كل يوم حتى الشفاء .
-
عرق السوس يقوي الجهاز المناعي ، وينشط الدورة الدموية ، ويقوي الكبد ،
ولذا يدخل في كثير من مركبات علاج أمراض الكبد .
-
إذا كان لا بد من تناول شراب عرق السوس فيفضل تناول الشراب المحضر في البيت
وبالطرق الكلاسيكية بعد شراء المادة الخام من عند العطار أو الدكان ، وعدم
اللجوء إلى خلاصة السوس المعبأة بزجاجات لأنها تحتوي على نكهات عرق السوس
ومواد محلية اصطناعية وصبغات مضرة بالصحة ، وهذا للإطلاع والفائدة .
-
توصل الباحثون في إحدى الجامعات الإيطالية إلى أن استهلاك عرق السوس بكثرة
قد يؤدي إلى انخفاض الشهوة الجنسية عند الرجال ، ولذلك يجب استخدام هذا
الشراب باعتدال ، وعدم المداومة عليه يومياً إلا في حالات الجرعات الدوائية
المحددة من قبل أهل الإختصاص العلاجي