"الحميضة" من النباتات الربيعية التي يشتهر الريف الساحلي بوجودها بكثافة، وقد عرفت منذ القدم واستخدمها أجدانا القدامى في وجباتهم الغذائية اليومية.
نبات "الحميضة" من النباتات التي تنمو مع بداية فصل الربيع في الحقول والأراضي المروية وغير المروية، فقوة جذوره تساعده على النمو الجيد في مختلف الحقول وخاصة منها الرطبة.
وللتعرف أكثر على هذا النبات الربيعي الساحلي التقى موقع eSyria بتاريخ 25/3/2012 السيد "عزيز محمد" من قرية "خربة السناسل" في "طرطوس" حيث قال: «مع بداية فصل الربيع وبدء نمو النباتات البرية في مختلف الحقول الطبيعية، نبدأ بجولات تسليق بحثاً عن هذه النبة المغذية والمفيدة. فنقصد الأراضي الزراعية غير المزروعة وغير المستثمرة لأنها موطن جيد لنمو نبات "الحميضة" وخاصة بالقرب من السواقي والينابيع، أي المناطق الرطبة، حتى إن وجوده في الحقول دليل على الرطوبة في المنطقة. وخلال جولات التسليق نترافق عدد من الرجال أو النساء بحثاً عن هذه النبتة ذات الطعم اللذيذ، حيث يحمل كل واحد منا كيسه وسكينه الحادة، لأنه لا يمكن تسليق "الحميضة" إلا بقصها من جذورها بواسطة السكين. والخبير بشكل نبات "الحميضة" يجدها فوراً بين مختلف النباتات البرية التي تنتشر مع بداية فصل الربيع أيضاً، فتجدها باسطة أوراقها فوق سطح التربة بشكل دائري، فيضرب جذرها بالسكين الحادة حتى يقطع، ومن ثم ترفع من فوق التربة وتوضع بالكيس، لحين جمع أكبر كمية منها خلال الجولة، حيث يمكن وخلال زمن قصير جمع عدة كيلوغرامات منها».

السيدة "ليلى شدود" من المواظبات على عملية تسليق "الحميضة" لإدراكها فوائده وغناه بالفيتامينات ومختلف العناصر الغذائية، تقول: «بعد الانتهاء من جولة تسليق "الحميضة" نختار مكانا جيدا في الطبيعة للاستراحة تحت أشعة الشمس اللطيفة لنقوم خلال هذه الاستراحة بعملية تنظيف "الحميضة" من بعض البقايا والأتربة العالقة بجذورها، حيث يتم بواسطة السكين قطع كل ما يتعلق بالجذر وبعض الأوراق غير الجيدة لنوفر عناء تنظيفها في المنزل، فيقتصر عملنا عليها هناك بعملية الغسيل فقط بالماء والملح».

السيدة "نوال العقيبي" ممن يعملون بتسليق "الحميضة" لتصنع منها الفطائر، قالت: «بعد تسليق "الحميضة" أصنع منها الفطائر على الصاج، وهي وجبة تراثية تعلمتها من والدتي، حيث قالت لي إنها كانت وجبة أساسية يعتمدون عليها في وجباتهم اليومية، ولكن كانت تصنع على التنور وليس على الصاج، ويمكن استخدام أوراقه لتناول أكلة "المنيقيعة" التراثية أيضاً والمكونة من البرغل المنقوع باللبن».

وللتعرف أكثر على نبات "الحميضة" التقينا المهندسة "هبة سلهب" من مديرية زراعة "طرطوس" حيث قالت: «يعتبر نبات "الحميضة" من النباتات العشبية التي تنمو برياً في "سورية" وخاصة ريف "الساحل السوري" ويمكن أن يزرع, حيث يشاهد مع بداية فصل الربيع في الأراضي الزراعية الرطبة وبالقرب من السواقي، وهو على نوعين "الحماض الكبير" و"الحماض الصغير", والأول ساقه طويلة وغليظة نوعاً ما ومحمرة وأوراقه بشكل الحربة، وهو شديد الحموضة وأزهاره صغيرة خضراء, أما النوع الثاني "الحماض الصغير" فهو ذو ساق خضراء فاتحة اللون وأوراقه أصغر حجماً وأقل حموضة من النوع الأول، وهو ينمو قبل "الحماض الكبير" بعدة أسابيع».

وعن الناحية الغذائية قالت: «يمكن أن يطبخ "الحماض" مع "اللوف" المأكول، بسبب حموضته كبديل للسماق، وذلك لكسر المواد القلوية في "اللوف"، كما يطبخ مع "السبانخ" للحصول على مذاق لذيذ، إضافة إلى الوجبة الأساسية منه وهي الفطائر.

تستخدم "الحميضة" الطازج مع السلطات أو كعصير لمعالجة الإمساك، وهو يقوي الشهية وينقي الدم، ولكن يحذر من استعماله في حال وجود حصيات في الجهاز البولي، إضافة إلى أنه يفيد في علاج أمراض الكبد وأمراض الجلد مثل الأكزيما والشري والصدفية والطفح، فهو غني جدا بالفيتامين c».
تكبير الصورة
طريقة تحضير الحميضة

جديد قسم : الطب البديل

إرسال تعليق