استعمالات نبتة القبار وفوائدها

استعمالات نبتة القبار و فوائدها
تعريف شجرة القبار
على مدّ النظر تتناثر شجيرات شوكية عرفت باسم "القبار" لتغطي مساحات كبيرة ميزت المنطقة المصنفة بأنها خارج خط المطر لتنتج مادة علاجية هامة وفريدة من نوعها، هذه النبتة البرية التي كان أصحاب الأراضي يكافحون نموها منذ بضع سنوات أصبحت اليوم مصدر رزق أساسياً يتهافت الكبير والصغير على قطاف أزرارها التي تباع بأسعار عالية وتستخدم في علاج أمراض عديدة.
للتعرف أكثر على نبتة "القبار" موقع eHoms زار بلدة "جب الجراح" التي تشتهر بنمو "القبار" في أراضيها بشكل كبير، وعنها حدثنا الأستاذ "دياب العبد الله" من أبناء البلدة قائلاً: 
«"القبار" نبتة صحراوية صنفت حراجية في السنوات الثلاث الماضية، أوراقها قريبة من ورق الزيتون وشكلها أيضاً إلا أنها تبقى أرضية، وهي نبتة موسمية تنمو أغصانها على شكل أفرع مرصوفة على التوالي بورقة وشوكة وزهرة، وهي نبتة يلائمها الجفاف، فكلما اشتدّ الحرّ والجفاف ازداد نموها، فإذا كثرت الأمطار في فصل الربيع تأخر إنباتها حتى شهر أيار أما في حال كان المطر قليلاً فيبدأ الإنبات من شهر آذار».
فوائد شجرة القبار

وعن فوائد هذه النبتة يقول "دياب": «القبار له فوائد عديدة في الشفاء من أمراض المعدة وتشنجات الكولون، فهو يغني بالمطلق عن كافة أنواع المسكنات المستخدمة لآلام المعدة، كما أن شرش القبار يستخدم في علاج آلام الظهر ولكن هنا يجب استخدامه بحرص كبير وتحت إشراف طبيب لأن شرش القبار يحتوي على مادة حارقة قد تسبب حروق من الدرجة الثانية إذا أسيء استخدامها».

يضيف "دياب" من ناحية أخرى: «يعتبر القبار من أهم الأنواع النباتية التي تؤمن غذاء النحل ففي حال وجود عدة أصناف نباتية إلى جانب القبار يقوم النحل بجني الرحيق من القبار أولاً ويفضله على أي صنف آخر، والحقيقة أن زيادة جني أزرار القبار أثر على النحل وهناك أشخاص في القرية أصيبوا بخسارات كبيرة 
"علي سليمان ودياب العبد الله"
في تربية النحل من جراء الإقبال الكبير على جني القبار الذي يعتبر غذاء رئيسياً للنحل».
في دكان (أم أحمد) البسيط بقرية أم العمد شرقي حمص يدخل طفل في الخامسة من العمر وبيده كيس أسود من البلاستيك بداخله بضع حبات من نبات بري، يعرض بيعه والشراء بثمنه بعض السكاكر.
وفي زاوية من دكان أم أحمد تتوضع البراميل الزرقاء اللون المملوءة بثمار نبات القبار المخزون بطريقة (المخللات) بانتظار التجار القادمين من محافظتي إدلب وحلب.



وللقبار حكاية فيها من الغرابة ما يشابه حكايات ألف ليلة وليلة، وهذه الحكاية يرويها جاسم درباج من أهالي القرية لموقع ehoms بقوله:" رغم أن نبات القبار يعتبر من النباتات البرية القاسية على المحاصيل الزراعية، فقد كان المزارعين يقتلعونه من أراضيهم، بل وكانوا يتشاءموا من وجوده بين مزروعاتهم، ومع قدوم بعض التجار من مدينة حلب إلى المنطقة لشراء محاصيل اللوز والزيتون، لحظ البعض منهم وجود القبار بكثرة في أراضينا فطلب جمع ثمارها عارضاً شراء هذه الثمار، فبدأ عدد محدود من أهالي المنطقة بهذا العمل لصعوبة حواشه (جمع الثمار) مما جعل سعر الكيلو الواحد 
زهرة نبات القبار
في بداية الأمر يفوق المائتي ليرة سورية، مع العلم أن الموضوع قد مضى عليه سنوات عديدة (تقريباً سبع سنوات)، ومع اتساع رقعة الأراضي التي بدأ أهالي المنطقة بحصاد ثمار القبار منها، أخذ السعر بالانخفاض بشكل متناسب طرداً مع كميات القبار المنتجة، ومع ذلك فقد بدأ تنظيم العمل بشكل أفضل، حيث بإمكان أي شخص جمع الثمار وبيعها لعدد من البقاليات المنتشرة في القرى، وبدورهم أصحاب البقاليات يقومون بجمع كميات من القبار ضمن براميل متوسطة الحجم، وبيعها لتاجر مركزي في المنطقة، ومنه إلى تجار من مدينتي حلب وإدلب، ومنها إلى خارج 
القطر".

بدوره الدكتور (محمد الخطيب) من الوحدة الإرشادية في القرية أوضح لموقع eHoms بعضاً من حقائق نبات القبار بقوله:" إن (القبار) أو كما هو معروف باللغة المحلية 
الدارجة بــ (الشفلح) يستخدم اليوم وعلى نطاق واسع في معالجة حالات تصلب الشرايين ومنشط لعمل الكبد وأن تناوله يؤدي الى تحسين الدورة الدموية وتكثر استخداماته كمنبه كبدي ويمكن أن يستخلص من جذور القبار مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس، كما أن مستقطر جذور القبار تستخدم في صناعة وتكوين المستحضرات التجميلية وتفيد في معالجة التهابات الجلد والحساسية، ويرى أخصائيو الطب البديل أن نبات القبار في مقدمة النباتات الطبية التي يجب أن يهتم بها من يحرص على الاستشفاء من أمراض الروماتيزم وارتفاع نسبة السكر في الدم والمصابون بالنفخة والاضطرابات الكبدية، وقد وجد ذكر القبار في المخطوطات الفرعونية، ويشاع استخدامه كنوع من أنوع المخللات لتحسين نكهة بعض الأطعمة".
وعن طريقة حفظه تقول أم 
طريقة حفظ القبار داخل البراميل ( تخليله )
أحمد:"بعد فرز الحبات الكبيرة عن الحبات الصغيرة من الثمار (الحبات الصغيرة ذات السعر الأعلى والأكثر طلباً للشراء)، يتم وضعها في (براميل ) ورش الملح الصخري فوقها (كل برميل يحتاج 10 كغ من الملح الصخري) ونقعها بالماء الواجب تبديله كل أربعة أيام، ويجب أن تبقى في هذه البراميل كحد أقصى /20يوم/ وفي أيام الصيف حيث تزداد الكمية الموردة إلينا من جامعي القبار (كون طلاب المدارس يتفرغون لهذه العملية) لا يبقى القبار (المخلل) لدينا أكثر من خمسة أيام  

جديد قسم : الطب البديل

إرسال تعليق